جميعنا مطلعون على فوائد العمل الجماعي، مثل تعزيز الإبداع وزيادة الإنتاجية. لكن العديد من بيئات العمل تواجه تحديات العمل الجماعي التي تبدأ بشكل طفيف، لكنها سرعان ما تتضخم وتتسبب بآثار سلبية كبيرة على العمل ككل. في هذه المقالة نشارككم عدداً من تحديات ومشاكل العمل الجماعي، وكيفية التغلب عليها، وإذكاء روح العمل الجماعي لأي فريق.
أهمية العمل الجماعي
لا يمكننا إطلاق صفة "الجماعي" على العمل ما لم ينجزه فريق حقاً. وقد تبدو هذه حقيقة بديهية، لكن من الناحية التطبيقية، فإن العمل الجماعي الفعال ليس بالسهل.
توضيحاً لما سبق؛ تذكَّر بيئات العمل التي عملت أو تعمل بها حالياً، هل تقدم إحدى الفرق فيها أمثلة على العمل الجماعي الفعال؟ غالباً لا.
ومع ذلك يهيمن العمل الجماعي اليوم على المؤسسات، ففي دراسة نُشرت في مجلة The Harvard Business Review، ذُكر أنه "على مدى العقدين الماضيين، تضخم الوقت الذي يقضيه المديرون والموظفون في الأنشطة التعاونية بنسبة 50% أو أكثر".
وينفق الموظفون ما يقرب من 80% من يوم عملهم في التواصل أو التفاعل مع زملائهم في الأنشطة المتعلقة بالعمل.
لقد أصبحننا نقضي وقتاً أطول في العمل مع الآخرين، وحان الوقت للانتباه إلى أهمية العمل الجماعي في حياتنا العملية، وبذل جهد أكبر لتحسينه.
تحديات العمل الجماعي
المشاكل والتحديات ظواهر طبيعية في جميع جوانب حياتنا، لكن ما يحدد نجاحنا هو كيفية اكتشافها والتعامل معها والتغلب عليها. وإليكم 8 من مشاكل العمل الجماعي الشائعة:
1. الغموض وعدم اليقين
من فوائد العمل الجماعي توزيع المسؤوليات بتساوٍ بين الأعضاء، لكن عدم اليقين من ماهية دورك في الفريق وما هو المتوقع منك، مشكلة شائعة للغاية. وبمجرد ملاحظتها يمكنك حلُّها بالرجوع إلى مديرك أو مشرفك المباشر.
2. انعدام الثقة
عندما تعمل لوحدك تنجز مهامك بمفردك، وتتشكل لديك مهارة اتخاذ القرارات. لكن عندما تعمل مع فريق عليك أن تثق بزملائك، وتطلب مساعدتهم في اتخاذ بعض القرارات لصالح الفريق.
تنمية روابط الثقة من أشهر تحديات العمل الجماعي، لأن بعض الأعضاء قد يرتكبون أخطاء أحياناً مما يخل بثقتك بهم. لكن تجديد الثقة سوف يقوي روح العمل الجماعي ويساعد الفريق على إنجاز المهام بشكل أسرع وأفضل.
أحد الأمثلة على العمل الجماعي هنا أنه في حال وقعت أي مشكلة، لن يكون عليك التفكير بحلها بمفردك، بل سوف يكون الفريق بأكمله جاهزاً لاقتراح حلول لها والعمل عليها.
3. غموض الأهداف أو اختلافها
إحدى أكثر مشاكل العمل الجماعي شيوعاً هي غموض الهدف، وإذا لم تكن أهدافك متطابقة مع زملائك، فسوف تتأثر إنتاجية الفريق بأكمله.
يعمل بعض الموظفين بشكل أفضل ضمن فريق، بينما ينجز بعضهم الآخر أكثر منفردين. وقد يعود سبب ذلك إلى أن تحديد الأهداف بشكل منفرد أسهل من تحديدها ضمن فريق، حيث سيكون عليك التفكير في زملائك قبل تحديد الهدف.
4. تفاوت القدرات
في كثير من الفرق، يساهم بعض الأفراد أكثر من الآخرين، ولا يرجع ذلك فقط إلى شعورهم العالي بالمسؤولية، وإنما أيضاً إلى قدراتهم ومواهبهم الفردية. لكن هذه المواهب قد تتسبب في صراع بين أعضاء الفريق.
ويمكن لكل مدير ذي بصيرة ملاحظة هذه الفروقات الفردية بين أعضاء فريقه، والعمل على تجنب حصول تفاوت ملحوظ في الإنتاجية أو صدامات بين الأعضاء، عبر توزيع المهام بشكل عادل.
5. الاختلافات الثقافية والشخصية
لكل منا تفضيلاته الشخصية وخلفياته الثقافية والاجتماعية، وقد يؤدي الاختلاف بين زملاء العمل إلى صدامات، تؤدي بدورها لانخفاض روح العمل الجماعي وضعف التعاون.
يمكنك اكتشاف النزاعات الشخصية بين الزملاء من مؤشرات معينة، مثل التغيب المستمر لأحد الموظفين، أو رفضه حضور الاجتماعات. لكن اكتشاف النزاع أسهل بكثير من حله.
كن مباشراً ودقيقاً، واستمع بشكل فردي لكل من أطرف الخلاف. ابدأ المحادثة بالتوضيح لهم أن نيتك هي مساعدة الفريق على العمل بشكل أفضل، وليس تشويه صورة أي شخص. وأصغِ لأي ملاحظة يمكنها تحسين بيئة العمل وروح العمل الجماعي فيها.
6. احتكار المعلومات
مشاركة المعلومات المرتبطة بالمشروع تقود الفرق إلى النجاح، ولهذا فإن احتكار موظف للمعلومات وعدم مشاركتها مع زملائه سوف يكون له تأثير ضار على أداء الفريق. لأن العمل بمعلومات ناقصة يعني فرصاً ضائعة وهدراً للطاقة.
ولهذا كمدير عليك أن تكون نموذجاً للشفافية، أكد لموظفيك أهمية مشاركة المعلومات القيمة بينهم، وقدم لهم أمثلة على العمل الجماعي النموذجي بمشاركتهم معلوماتك. وستجد أن مبادراتك سوف تعلي من شأن مصلحة الفريق على المصالح الفردية.
7. ضعف التواصل
يعني التواصل المفتوح معرفة كل موظف ما يتوقعه زملاؤه في العمل منه، وما يتوقعه هو منهم. ويساعد في زيادة الثقة الإجمالية للفريق، وتقليل الخسائر في الإنتاجية التي تحصل بسبب تكرار العمل أو التأخير.
وتقع على المدير مسؤولية ضمان امتلاك الموظفين لعدة طرق للتواصل والتنسيق. وتشجيع التواصل بين الموظفين باستخدام الأدوات المتخصصة، مثل برامج المراسلة الجماعية والبريد الإلكتروني.
8. المنافسة الداخلية
يمكن للمنافسة بين الموظفين أن تكون مفيدة، وذلك عندما يشجع الموظفون بعضهم بعضاً على الأداء بأفضل شكل ممكن.
لكن قد يكون بعض الموظفين تنافسيين للغاية، وهذا يجعلهم أقل تواصلاً أو تعاوناً، وهذا يزيد من احتمال وقوع الأخطاء أو احتكار المعلومات.
من استراتيجيات إدارة المنافسة العادلة للموظفين: التطبيق العادل لنظام المكافآت، والتركيز المستمر على أهمية العمل الجماعي. ومكافأة الفريق عندما ينجح في تحقيق هدف بعمله المشترك، ولفات الانتباه إلى مساهمة كل موظف.
النجاح يُقدم في عالم ريادة الأعمال على أنه نجاح فردي في كثير من الأحيان. لكن كل رائد أعمال طموح لا بد له من بناء فريق عمل لتطوير مشروعه وتحقيق إنجازات أكبر.
لا تحتاج سوى لدقيقة واحدة لتكون من أول المتصفحين لأحدث المقالات في عالم التسويق الرقمي والإدارة والتنمية. اشترك الآن في نشرة أفق، أو تواصل معنا لتعرف المزيد عن خدماتنا الاحترافية والابداعية في مجالات بناء الهوية التجارية والتسويق وصناعة المحتوى.
Comments